إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
74591 مشاهدة print word pdf
line-top
ارتباط الموت بانتهاء الآجال


يقول: وأن كل إنسان أو مخلوق يموت بِأَجَلِهِ؛ أَيْ كل من مات فإنه يموت بأجله، المقتول والمريض ونحو ذلك، كل مَنْ مات فإنه يموت بأجله، يقول الله تعالى: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ويقول الله تعالى - لما أنكر على المشركين أو المنافقين الذين قالوا: - لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ وكذلك قولهم: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ فمن كتب الله تعالى عليه القتل فلا بد أن يأتيه، ومن كتب الله تعالى موته في بلد فلا بد أن يكون له سببٌ ليأتي إلى ذلك البلد الذي يموت فيه، القتيل مات بأجله، والغريق، والمحترق، والذي سُقِيَ سُمًّا.
هذه الجملة: وأن كل إنسان أو مخلوقٍ يموت بأجله. ذكر الْمُعَلِّقُ أنها ليست من كلام المؤلف، وأنها من زياداته استحسنها، ونقول: إن هذا لا يصلح، كان عليه إذا كان يريد الزيادات أن يذكرها في التعليق.

line-bottom